غَيْن

 

غريب، غرباء، سائح، سياحة، ضيف

@ المؤمن بالمسيح هو غريب وضيف في هذه الأرض (عب 11‏:13). هكذا اعتبر إبراهيم نفسه (تك 23‏:4) ومع أن كل البلاد كانت ملكه بحق إلهي (تك 15‏:18‏-20)، لكنه رفض أن يقبل من أهلها الساكنين فيها في ذلك الوقت أن يمنحوه قطعة أرض منها كهدية منهم، بل اشتراها بالمال. لماذا؟ لأنها أرض الله، والقدير منحها له بعهد ووعد. فمن الإيمان أن ينتظر تحقيق الوعد.

@ وفيما بعد، في أيام موسى، أوصى الله نسل إبراهيم أن الأرض لا تُباع بطريقة نهائية، فهم غرباء يقيمون عند الله في أرضه (لا 25‏:23). وكان هذا هو اقتناع الملك داود (1أخ 29‏:14‏-15؛ مز 39‏:12). ثم إن يعقوب اعتبر أن طول فترة وجوده في الحياة هي سياحة على الأرض (تك 47‏:9). ويدعوها بطرس ”أيام غربتكم“ (1بط 1‏:17).

@ السائح زائر غريب لا ينتمي إلى المكان الذي يزوره. إنما هو موجود في ذلك المكان مؤقتًا. ولهذا أوصى يوناداب بن ركاب أولاده أن يسكنوا في الخيام ويعيشوا كغرباء في البلاد (إر 35‏:6‏-7). نحن البشر عمومًا غرباء في الأرض لا ننتمي إليها. بل نبقى في الحياة على هذه الأرض بطريقة مؤقتة.

@ ربما أنت مضطهد بسبب إيمانك بالمسيح، ربما تتألم من أجل سيدك، ربما أنت وحيد. أنت سائح؛ أنت حاج تسير في الطريق وحدك. اعلمْ أن عيسى معك. الله معك، يسير بجانبك. هو يحفظك ويعتني بك وينصرك.

@ ومن ناحية أخرى أوصى الله شعبه أن يحسنوا معاملة الغريب الذي في وسطهم (لا 19‏:33‏-34). إن الامتيازات التي كان يتمتع بها بنو إسرائيل هي حق أيضا للغريب الساكن معهم. وكذلك المسؤوليات التي تقع على بني إسرائيل تقع أيضا على هذا الغريب (خر 12‏:49؛ 20‏:10؛ 23‏:12؛ لا 16‏:29؛ 17‏:10‏،15؛ 19‏:10‏،34؛ 20‏:2؛ 23‏:22؛ 24‏:22؛ 25‏:6؛ عد 9‏:14؛ 15‏:15‏،30؛ 19‏:10؛ تث 5‏:14؛ 14‏:28‏-29؛ 24‏:19؛ 26‏:12). إذن فالشخص الذي ليس من بني إسرائيل كانت عليه نفس الواجبات وله نفس الحقوق كالذي من بني إسرائيل، لا فرق. لأن الأجنبي عن بني إسرائيل كان يتمتع بنفس النجاة بطاعة الإيمان باللّٰه. والحقيقة هي أن علاقة بني إسرائيل باللّٰه لم يكن أساسها أنهم شعب بني إسرائيل. لا، بل أساس العلاقة هو العهد الذي عاهدهم الله به أن يباركهم ويثمرهم وينجحهم إن كانوا يعبدونه هو ولا غيره. إذن، كان الرباط بينهم وبين الله هو أن يعبدوه هو وحده. ولهذا كان ممكنا أن شخصًا غريبًا ليس من عائلة يعقوب أن يصبح من ضمن شعب الله إن كان يعبد الله وحده ويعمل بوصاياه. ولهذا طلب الملك سليمان من الله أن يبارك الغريب الذي يأتي إلى بلاد بني إسرائيل ويُصلي نحو بيت الله (2أخ 6‏:32‏-33).

@ كما قال الله لبني إسرائيل إن أحد الأسباب التي جاءت بالوبال على أمتهم، وانتهت بها إلى الخراب والدمار والأسر إلى بابل، أنهم أساءوا معاملة الغرباء (حز 22‏:7‏،29). لذلك، فمتى رجعوا من الأسر يجب أن يعملوا حساب الغريب الموجود معهم (حز 47‏:22‏-23).

غش

هو الخداع (مز 12‏:1‏-2). ويجمعه الوحي مع الشر والإثم والسرقة والزنا وغيرها (أي 15‏:35؛ مز 43‏:1؛ 50‏:19؛ أم 12‏:20؛ مر 7‏:22). الله يكره الغشاش (تث 25‏:16). أيوب لا يسير في طريق الغش (أي 31‏:5). داود لا يسمح لغشاش أن يسكن في داره (مز 101‏:7). وأقر بأنه لا يستعمل الغش في كلامه (مز 17‏:1). يقول الوحي إن الغشاش ملعون (ملا 1‏:14).

غضب

غضب الإنسان يأمرنا الكتاب بأن نكف عن الغضب، نبعده عنا، نتخلص منه (مز 37‏:8؛ أف 4‏:31؛ كو 3‏:8؛ 1تم 2‏:8). إن حدث وغضبنا، فيجب ألا نخطئ (مز 4‏:4؛ أف 4‏:26). سرعة الغضب دليل الجهل والغباء (أم 14‏:17‏،29؛ جا 7‏:9). من يغضب بسهولة يُثير النزاع (أم 15‏:18). الشخص البطيء الغضب عنده فهم عظيم (أم 14‏:29)، وهو خير من محارب قوي (أم 16‏:32).

غضب الله

@ غضب الله يدل على صلاحه وقداسته وعدله.

1. فهو يغضب بسبب المعصية والشر (لا 26‏:28؛ 2مل 22‏:13‏،17؛ مز 90‏:7‏-9؛ رو 1‏:18؛ 2‏:5، 8؛ 9‏:22؛ أف 2‏:3؛ 5‏:6؛ كو 3‏:6؛ 1تس 2‏:16؛ عب 3‏:10‏-11؛ رؤ 6‏:15‏-17؛ 19‏:15).

2. ويغضب ضد أعدائه (زك 8‏:2).

3. ويغضب بسبب عدم الإيمان بابنه عيسى المسيح (يو 3‏:36).

@ نحن نشكر الله من أجل غضبه. فلو لم يكن يغضب ضد الشر لكان هذا يعني أنه يحب الشر أو لا يهمه الشر. كراهية الشر فضيلة (زك 8‏:17؛ عب 1‏:9).

@ مات المسيح كضحية للتكفير عن ذنوبنا، وهذا يعني أنه احتمل غضب الله ضد الشر نيابة عنا (رو 3‏:25‏-26؛ عب 2‏:17؛ 1يو 2‏:2؛ 4‏:10).

@ غضب عيسى ضد القادة المنافقين (مر 3‏:5).

@ غضب الله يجلب الهزيمة على أعدائه (2أخ 28‏:9؛ إش 42‏:24‏-25).

@ نحن ننجو من غضب الله بواسطة المسيح (رو 5‏:9؛ 1تس 1‏:10؛ 2‏:16؛ 1تس 5‏:9).

الغنوصية أو الغنوسطية

هذه الكلمة تعني المعرفة، وهي فلسفة دينية ضلت بعيدا عن حق الوحي. وتقول إن الله صالح جدا وقدوس جدا، أما المادة التي خلق منها الله كل شيء فهي شريرة. ومن هنا جاءت المعصية والألم والشقاء. ثم يتمادون في نظريتهم ويقولون حيث إن الله قدوس جدا، والمادة شريرة جدا، فإن الله لم يلمس المادة مباشرة، بل جاء بوسطاء أقل منه قداسة لكي يلمسوا المادة. ولهذا فإن فكرة أن الله صار بشرًا هي غير معقولة لهؤلاء، فالقدوس لا يصير شرًا. إنما عيسى المسيح جاء كإله فقط. أي إنهم يُنكرون ناسوت المسيح، ويقولون إنه لم يأخذ جسمًا ماديًا حقيقيًا، إنما الذي رآه الناس كان شبحًا أو خيالا. وقد ظهر للناس كأنه يأكل ويشرب وينام.

يصف بولس هذه الفلسفات بأنها ”مباحثات غبية“ (1تم 1‏:6) ويحذر تلميذه تيموثي لكي يبتعد عن ”الكلام الفارغ التافه“ (1تم 6‏:20؛ تي 1‏:10). ويوحنا يبدأ رسالته الأولى بعبارات قوية تبين أن الكلمة صار بشرًا حقيقيًا، ورآه الناس بعيونهم وسمعوه بآذانهم ولمسوه بأيديهم (1يو 1‏:1‏-4). ثم يحذرنا يوحنا من دعاة هذه الفلسفة ويقول إن من يشهد أن عيسى المسيح جاء كإنسان فهو من الله، ومن يُنكر هذا هو المسيح المزيّف (1يو 3‏:1‏-3). وكذلك ينبري يوحنا ليبين أن هذه الفلسفة ليست هي المعرفة الحق، إنما المؤمن بالمسيح الذي يتمسك بالعقيدة السليمة، هو الذي لديه المعرفة الحق (1يو 2‏:20؛ 4‏:7‏-8؛ 5‏:20‏-21).

غيور، غيورون

كان الغيورون حزبًا إرهابيًا سريًا يعمل ضد حكومة الاحتلال الروماني. وكان هدفهم هو تحرير البلاد من الرومان بقوة السيف، لذلك كان أعضاؤه يحملون الخناجر ويقومون بأعمال إجرامية وإرهابية ضد الأهداف الرومانية، سواء من أشخاص أو منشآت، وكذلك ضد أبناء دينهم إذا رأوهم فاترين أو إذا حادوا عن الصراط المستقيم. وكانوا يقتلون كل من يتعاون مع الرومان المستعمرين. كان سمعان الغيور واحدا منهم، وأصبح تلميذ المسيح وغيَّرته نعمة الله (مت 10‏:4). أشار عيسى إلى هذا الحزب بطريقة غير مباشرة مستعملا عبارات فيها تورية، لأنه لم يكن يرغب في أن يجلب لهم مشاكل ومتاعب أكثر. وكمثال لاستعماله هذا الأسلوب، نورد قصة شجرة التين غير المثمرة (لو 13‏:6‏-9). هنا عيسى يوجه إنذارا إلى حزب الغيورين. ولكي نفهم معنى كلامه، يجب أن نعرف أن عيسى والآخرين من جيله في تلك البلاد كانوا يتكلمون الأرامية. في اللغة الأرامية كلمة ”سيكر“ تعني تين وتعني خنجر. وعيسى يعلن لهم بهذا المثل أن الله تعالى ينتظر سنة بعد سنة لعل شجرة التين تنتج ثمرا، أو لعل الذين يحملون الخناجر يتوبون ويرجعون عن سفك الدم والقتل والغدر. إن الله ينتظر أن تثمر هذه الشجرة ثمارا تدل على توبتهم.

ونفس هذا الكلام ينطبق على الحادثة التي فيها وبَّخ المسيح شجرة التين التي لم يجد فيها ثمرا (مت 21‏:18‏-20؛ مر 11‏:12‏-14). ويبدو أن كلامه كان حقا موجها للغيورين حاملي الخناجر (سيكر، تين) وليس لشجرة التين التي أمامه وفقط. إن العبارة التي يوردها مرقس بوحي الله هنا تجعلنا نفهم هذا التفسير، فهو يقول: ”لأنه لم يكن موسم التين.“ (مر 11‏:13). ونحن نعرف وداعة المسيح وهدوءه وتواضعه، فهو ليس الشخص المتغطرس الذي يُصِرُّ على ما يوفر راحته. لا. فلماذا إذن يتوقع التين في غير موسمه؟ يبدو أنه بهذا التوبيخ كان يتحدث إلى واحد من تلاميذه على وشك الوقوع في هوة سحيقة خطيرة وينحدر إلى الهلاك الأبدي. نعم، يبدو أن عيسى في حديثه إلى شجرة التين كان حقا يتحدث إلى يهوذا الذي يعتقد الكثيرون أنه كان أصلا من حزب الغيورين. إن عيسى أعطى يهوذا عدة فرص لكي يتوب ويثمر ثمار التوبة، ولكن يهوذا ضيع فرصة بعد فرصة (مت 21‏:18‏-20؛ 26‏:24؛ مر 11‏:13‏-14؛ 14‏:21؛ لو 22‏:22). اختار يهوذا لنفسه الهلاك (يو 17‏:12)، وأنهى حياته بالانتحار.

شارك